هالة منير بدير تكتب: وهل يموت البابا .. ؟!
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " ..
حديث نبوي شريف فلنتخذه شعاراً ودعوة يُذكر كلٌ منا الآخر به حتى نكف عن الإساءة لإسلامنا باسم إتباع الدين وبما لا يتناسب مع عقيدتنا .
ما الحكاية ؟! إنسان تُوفي ، ما المطلوب أن نقوله في هذه اللحظة حتى لا يصير مخالفاً لتعاليم الدين ؟! إذا قلت الله يرحمه ، تسمع لا يجوز الرحمة على غير المسلمين .. وذا قلت البقاء لله ، تسمع لا يجوز تقديم العزاء في غير المسلمين .. وإذا قلت نقدم خالص العزاء لأخوتنا المسيحيين ، تسمع سَبَّاً وشتماً دون سبب .. وإذا قلت فقدت مصر رمزاً وطنياً ، تسمع أكاذيب على رجل بين يدي الله الآن ، ولكن ماذا ستفعل إذا طُلب منك الوقوف دقيقة حداد ؟! ستقول إنها بدعة من عمل الشيطان ..
هل أصبحنا نوزع الرحمات من تلقاء أنفسنا على من يعجبنا وننكرها على من لا يرقى هوانا ؟! .. لا تحزنوا إخوتي المسيحيون ، هذا للأسف طباع بعض من يتخذون الدين شعاراً لهم ، هكذا يفعلون بنا نحن المسلمين إخوانهم في الدين ، بالرغم أن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : ( اذكروا محاسن موتاكم ) إلا أنه قد تسمع الذم وذكر كل عيب والرجل لم يُدفن بعد ، هذه هي أخلاق البعض منا للأسف ، أؤكد لكم أن تطاولهم عليكم ليس لأنكم مسيحيون ، ولكن لأنهم لا يمتثلون لحديث نبيهم ( قل خيراً أو لتصمت ) .. للأسف أشخاص لا يعلمون معنى أن ( الدين معاملة ) وليس فقط عبادات نرجو بها وجه الله ، يجهلون للأسف كيفية التعايش مع أنفسهم أولاً ومع أقرب الأقربين لهم ، فكيف نطالبهم بالتعايش مع ذوي ملةٍ أخرى ، لا يعلمون من الدين إلا صلاةً وصوماً وحجاً ، أما كيف أن الابتسامة في وجه أخيك صدقة وأن الكلمة الطيبة صدقة ففي ذلك النسيان أو التجاهل ، وهو الطبيعي والمعهود ، ينسون أننا كلنا أخوة في الإنسانية يجب علينا مشاركة بعضنا في وقت السراء ، فلن يقدح في إيمان المرء أن أبارك لك عيدك بنية إدخال السرور على قلبك ، ولن يقدح في إيماني أن أواسيك في مُصابك بفقد عزيز وغالي عليك طالما احتفظت بثوابت عقيدتي في قلبي ولم يشوبها شيء مما يخالفها .. إخواني المسلمون المتشددون لابد أن تظهروا قدراً من الاحترام لأخوتنا المسيحيين وبالذات إذا كان الأمر يتعلق برمز ديني عندهم ..
أخوتنا المسيحيون لقد شاركتمونا يداً بيد في بناء هذا الوطن ، عانيتم مثلنا تماماً في ما حل به من سرقة ونهب طيلة هذه العقود ، ولكني أواسيكم بأنكم تكونون أقلية في وطنكم ولكنكم أخوتنا عن حق ونحمل لكم الكثير في قلوبنا وهذه هي مكانتكم في نفوس المسلمين العقلاء الأسوياء ، فهذا هو ديننا ونبينا الذي وصانا عليكم ألا نؤذي أحداً فيكم ومن يفعل فقد آذى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وصانا نبينا على سابع جار ولم يقل الجار المسلم هكذا وصانا عليكم ، وإن وجدتم من البعض كلاماً يُنزل شيئاً من الحزن في صدوركم من استهزاء بمراسم أو طقوس دينية عندكم ، فدعوه يهذي بما أراد فلكل منا طقوسه وشعائره ، واعلموا أيضاً أن من ديننا من يستهزئ بشعائره ومقدساته ولكل منا حسابه عند الله يوم لا ينفع مال أو بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
أخوتنا المسيحيون نعزي مصر أولاً في وفاة البابا شنودة ليس فقط لأنه رمزكم الديني ، ولكنه الرمز الوطني الذي وطد علاقتنا نحن عنصري الأمة ، وإن كان كما يدعي الغوغاء من بثه للفتنة الطائفية فاعلموا أن هؤلاء هم من يحاولون إشعالها وهذا هو الوقت المناسب لهم ليمارسون هوايتهم في الفُرقة ، ولكن لغبائهم فلم ولن يحالفهم الحظ هذه المرة أيضاً ، لأنهم دائماً ما يختارون الوسيلة الأكثر فشلاً وهي الاتهام بالباطل فلو كان كما يقولون لانقسم الأقباط منذ زمن وكم تعالت أقوال المتشددين من المسيحيين للإيقاع بيننا ولكن حكمة البابا دائماً وعظته لكم هي من حافظت عليكم من الانجراف وراء تلك الدعاوى المضللة والتي تشبه دعاوى من يحاولون استخدامها في ديننا أيضاً باسم الدين ..
أخوتنا المسيحيون لقد رفعتم صور الشيخ عماد عفت في جنازته وقدمتم العزاء لنا ، وها نحن نقدم لكم خالص عزائنا في فقدكم وفقد كل المصريين للبابا شنودة الذي قال : ( إن مصر ليس وطن نعيش فيه ، بل وطن يعيش فينا ) ، نحن نعزي إنساناً قدم الحكمة وقدم الفكرة ، لقد مات جلال عامر ولكن فكرته لن تموت ، ولقد مات البابا ولكن حكمته أيضاً لا تموت .. وكما نأخذ الحكمة من أفواه الحكماء قديماً والمشاهير حديثاً ، فإننا نمتلك من الحكماء والعظماء في وطننا من لهم قدراً من الحكمة والموعظة قدراً لا يموت ..
لقد مات البابا .. ولكن حكمته لن تموت ..
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " ..
حديث نبوي شريف فلنتخذه شعاراً ودعوة يُذكر كلٌ منا الآخر به حتى نكف عن الإساءة لإسلامنا باسم إتباع الدين وبما لا يتناسب مع عقيدتنا .
ما الحكاية ؟! إنسان تُوفي ، ما المطلوب أن نقوله في هذه اللحظة حتى لا يصير مخالفاً لتعاليم الدين ؟! إذا قلت الله يرحمه ، تسمع لا يجوز الرحمة على غير المسلمين .. وذا قلت البقاء لله ، تسمع لا يجوز تقديم العزاء في غير المسلمين .. وإذا قلت نقدم خالص العزاء لأخوتنا المسيحيين ، تسمع سَبَّاً وشتماً دون سبب .. وإذا قلت فقدت مصر رمزاً وطنياً ، تسمع أكاذيب على رجل بين يدي الله الآن ، ولكن ماذا ستفعل إذا طُلب منك الوقوف دقيقة حداد ؟! ستقول إنها بدعة من عمل الشيطان ..
هل أصبحنا نوزع الرحمات من تلقاء أنفسنا على من يعجبنا وننكرها على من لا يرقى هوانا ؟! .. لا تحزنوا إخوتي المسيحيون ، هذا للأسف طباع بعض من يتخذون الدين شعاراً لهم ، هكذا يفعلون بنا نحن المسلمين إخوانهم في الدين ، بالرغم أن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : ( اذكروا محاسن موتاكم ) إلا أنه قد تسمع الذم وذكر كل عيب والرجل لم يُدفن بعد ، هذه هي أخلاق البعض منا للأسف ، أؤكد لكم أن تطاولهم عليكم ليس لأنكم مسيحيون ، ولكن لأنهم لا يمتثلون لحديث نبيهم ( قل خيراً أو لتصمت ) .. للأسف أشخاص لا يعلمون معنى أن ( الدين معاملة ) وليس فقط عبادات نرجو بها وجه الله ، يجهلون للأسف كيفية التعايش مع أنفسهم أولاً ومع أقرب الأقربين لهم ، فكيف نطالبهم بالتعايش مع ذوي ملةٍ أخرى ، لا يعلمون من الدين إلا صلاةً وصوماً وحجاً ، أما كيف أن الابتسامة في وجه أخيك صدقة وأن الكلمة الطيبة صدقة ففي ذلك النسيان أو التجاهل ، وهو الطبيعي والمعهود ، ينسون أننا كلنا أخوة في الإنسانية يجب علينا مشاركة بعضنا في وقت السراء ، فلن يقدح في إيمان المرء أن أبارك لك عيدك بنية إدخال السرور على قلبك ، ولن يقدح في إيماني أن أواسيك في مُصابك بفقد عزيز وغالي عليك طالما احتفظت بثوابت عقيدتي في قلبي ولم يشوبها شيء مما يخالفها .. إخواني المسلمون المتشددون لابد أن تظهروا قدراً من الاحترام لأخوتنا المسيحيين وبالذات إذا كان الأمر يتعلق برمز ديني عندهم ..
أخوتنا المسيحيون لقد شاركتمونا يداً بيد في بناء هذا الوطن ، عانيتم مثلنا تماماً في ما حل به من سرقة ونهب طيلة هذه العقود ، ولكني أواسيكم بأنكم تكونون أقلية في وطنكم ولكنكم أخوتنا عن حق ونحمل لكم الكثير في قلوبنا وهذه هي مكانتكم في نفوس المسلمين العقلاء الأسوياء ، فهذا هو ديننا ونبينا الذي وصانا عليكم ألا نؤذي أحداً فيكم ومن يفعل فقد آذى الرسول عليه الصلاة والسلام ، وصانا نبينا على سابع جار ولم يقل الجار المسلم هكذا وصانا عليكم ، وإن وجدتم من البعض كلاماً يُنزل شيئاً من الحزن في صدوركم من استهزاء بمراسم أو طقوس دينية عندكم ، فدعوه يهذي بما أراد فلكل منا طقوسه وشعائره ، واعلموا أيضاً أن من ديننا من يستهزئ بشعائره ومقدساته ولكل منا حسابه عند الله يوم لا ينفع مال أو بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
أخوتنا المسيحيون نعزي مصر أولاً في وفاة البابا شنودة ليس فقط لأنه رمزكم الديني ، ولكنه الرمز الوطني الذي وطد علاقتنا نحن عنصري الأمة ، وإن كان كما يدعي الغوغاء من بثه للفتنة الطائفية فاعلموا أن هؤلاء هم من يحاولون إشعالها وهذا هو الوقت المناسب لهم ليمارسون هوايتهم في الفُرقة ، ولكن لغبائهم فلم ولن يحالفهم الحظ هذه المرة أيضاً ، لأنهم دائماً ما يختارون الوسيلة الأكثر فشلاً وهي الاتهام بالباطل فلو كان كما يقولون لانقسم الأقباط منذ زمن وكم تعالت أقوال المتشددين من المسيحيين للإيقاع بيننا ولكن حكمة البابا دائماً وعظته لكم هي من حافظت عليكم من الانجراف وراء تلك الدعاوى المضللة والتي تشبه دعاوى من يحاولون استخدامها في ديننا أيضاً باسم الدين ..
أخوتنا المسيحيون لقد رفعتم صور الشيخ عماد عفت في جنازته وقدمتم العزاء لنا ، وها نحن نقدم لكم خالص عزائنا في فقدكم وفقد كل المصريين للبابا شنودة الذي قال : ( إن مصر ليس وطن نعيش فيه ، بل وطن يعيش فينا ) ، نحن نعزي إنساناً قدم الحكمة وقدم الفكرة ، لقد مات جلال عامر ولكن فكرته لن تموت ، ولقد مات البابا ولكن حكمته أيضاً لا تموت .. وكما نأخذ الحكمة من أفواه الحكماء قديماً والمشاهير حديثاً ، فإننا نمتلك من الحكماء والعظماء في وطننا من لهم قدراً من الحكمة والموعظة قدراً لا يموت ..
لقد مات البابا .. ولكن حكمته لن تموت ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق